Sobhi Fahmawi

The great writer and novelist

Sobhi Fahmawi

(One of the greatest authors in the Arab world)

Subhi Fahmawi (1948-) is a Palestinian-born Jordanian writer and novelist, born in Umm al-Zinat, Palestine.

Early life and education
Subhi Ahmad Khalil Fahmawi was born in Umm al-Zinat, Palestine, in 1948. He earned a Bachelor’s degree in Agricultural Engineering from Alexandria University in 1969 and a postgraduate diploma in Landscape Architecture from the University of Los Angeles in the United States in 1983.

Biography

Sobhi Fahmawi draws a smile on the lips.

Readers, may it bring joy to their hearts dyed with tragedies and make a spokesman for the oppressed people everywhere in the world.

He won the “Tayeb Salih Award” in 2014 for a play entitled “Hatem Al-Taie the Mummy.”

His literary works are more than 36 works, including 11 novels.

“Izbat,” “Love in the Age of Globalization,” “Harmtan and Muharram,” “The Story of a Canaanite Lover,” “Alexandria 2050“, “The Black Widow,” “Ali Bab Al-Hawa,” “Sarwal Balqis,” “My Jewish Friend,” “Qaa al-Balad,” and “Akhenaten and Nefertiti the Canaanite.”

He has eight collections of short stories : Harvest Season, Uncomplicated Man, Twenty Girls, The Mummy Man, Chili Pepper, Attitudes, Everything for Sale, and Guffaws.

 

Text translation

صورة المرأة في رواية صبحي فحماوي (الإسكندرية 2050).

د.تهاني عبد الفتاح شاكر

الإسكندرية 2050 رواية فريدة في فكرتها، فهي لا تأخذ أحداثها من الماضي أو الحاضر فقط، بل تسعى إلى استشراف المستقبل، وتصوير ما ستكون عليه الإسكندرية والعالم بأسره بعد عقود من الزّمن.

ويعتمد الروائي صبحي فحماوي في استشراف المستقبل على مؤشرات من الحاضر أحياناً، وعلى خياله العلميّ غالباً، ليقدّم لنا رواية تختلف في مضمونها عن كلّ ما قرأناه له ، أو لغيره من الكتّاب.

والشخصية الرئيسة في هذه الرواية هو المهندس مشهور شاهر الشهري الذي رقد على فراش الموت في عكا  عام ألفين وواحد وخمسين، وبناءً على طلب ابنه برهان استطاعت شركة المخابرات الخاصة رصد كل ما دار في ذهنه من ذكريات في الساعات الأخيرة من عمره، وهذه الذكريات هي رحلة حياته الموجودة في هذه الرواية.

وعلاقة مشهور بالإسكندرية أنّه درس فيها الهندسة في الستينات من القرن العشرين، ثمّ عاد إليها عام ألفين وخمسين فظلّ يقارن بين ما كانت عليه الإسكندرية وبين ما آلت إليه، وهو في ذكرياته عن المكان كان يستحضر الشخوص، ومن هذه الذكريات نستطيع أن نستخلص صورة المرأة في الرواية، لنجد أنّها تقدّم المرأة في خمس صور متباينة وهي: المرأة المستلبة، والمرأة المتسلّطة، والمرأة المثالية، والمرأة الساقطة، والمرأة الآلية.

المرأة المستلبة:

والاستلاب هو تحويل خصائص الإنسان وقدراته بسبب علاقات الاستغلال والقهر إلى أشياء خارجية غريبة عنه، فتتحول إلى أشياء مغايرة لطبيعتها، وكذلك هو التشويه داخل ذهن الإنسان لعلاقاته الحيوية وللعالم المحيط به، ولذاته نفسها(1).

وصورة المرأة المستلبة هي الصورة الأولى للمرأة التي عرفها مشهور، لأنّها صورة أمّه التي كان يعتقد أنها تلزم الصّمت لأنّها لا تفهم الحياة ولا تعرف شيئاً، لكنه اكتشف ذات يوم أنها ذكية وتفهم الحياة والحب، ولكنها لا تستطيع الحديث خوفاً من والده إذ يقول: "والدتك زكية لا تتدخل لأنها لا تأكل الفتّ قدّ اللطّ! وأبوك يضربها عالباردة والساخنة! فصارت تحت التعليمات المشدّدة- مبرمجة تلقائياً، تصحو من الآذان، فتعجن العجين، وتطفىء السّراج المدخّن، وتقتصد في غاز السّراج، رغم أنّ سعر النفط لم يكن غالياً في تلك الأيام"(2).

والأم المبرمجة على خدمة زوجها وبيتها وأبنائها بصمت، دون تفكير بإنسانيتها أو حقوقها في الحياة، لم تستطع أن تترك أثراً في شخصية ابنها، لذلك كان تذكره لها يرتبط دائماً بما تقدمه من خدمات.

وصورة المرأة أو الفتاة المستلبة هي الصورة السائدة في مجتمع المخيم الفلسطيني الذي عاش فيه مشهور سنوات طفولته وشبابه المبكر، فالفتاة كان عليها أن ترضخ للقيود التي يفرضها عليها المجتمع الذكوري، ولشدة ما تواجهه من قهر واستلاب تتحول هي نفسها دون أن تشعر إلى حارس يكرّس قيم ذلك المجتمع ويحافظ عليها، وإذا أتيح المجال لتلك المرأة المقهورة في شبابها أن تمسك زمام الأمور في شيخوختها فإنها ستتحول إلى كائن متسلط يفرض قيوده على الآخرين كما فعلت أنيسة جدة مشهور.

ومن الأمثلة على صورة الفتاة المستلبة تلك الطالبة التي كانت تسير من المخيم إلى مدرستها في طولكرم تحت زخات مطر غزير بلا مظلة ولا معطف ولا حتى سترة تحمي جسدها من البرد والمطر، ورغم ذلك رفضت أن تسير مع مشهور تحت المظلّة خوفاً من المجتمع إذ يقول: "تشعر أنّ الفتاة لا ترغب في معاندتك، ولكنها تخاف من المجتمع الذي لا يرحم، فإذا بلّغ أحدهم وقال: كانت فلانة تسير مع مشهور في طريق طولكرم، فإنَّ الدنيا ستقوم ولا تقعد! ذلك لأنَّ الناس القاعدين بلا شغل ولا عمل وهم كثر لا يجدون شيئاً يفعلونه سوى القال والقيل.. ويا بنت قولي لأختك فالفضيحة ستدمر البنت"(3).

وفي هذا المشهد تتضح صورة القهر الذي كان يمارسه المجتمع ضدّ الأنثى، وتعمل المرأة نفسها على تكريسه، فالفتاة إذا سارت مع مشهور تحت المظلة ستكون وحدها المذنبة وستدمر الفضيحة حياتها، أمّا مشهور فلا شيء يعيبه لأنّه رجل.

       وفي عبارة "يا بنت قولي لأختك" إشارة إلى أنَّ مصدر القيل والقال في المجتمع هو المرأة، وفيه دلالة على أنّ المرأة أصبحت مستلبة إلى الحدّ الذي نسيت معه إنسانيتها فصارت تبيح للرجل ما تحرّمه على نفسها، مع أنّه من المفترض أن تكون معايير الخطأ والصواب واحدة للرجل والمرأة بغض النظر عن الجنس.

وفي مجتمع الإسكندرية الذي هو أكثر تحضراً ومدنية من مجتمع المخيم، نجد صورة قهر المرأة أشدّ شراسة وقسوة في بعض الأحيان، ومثال ذلك جارة مشهور التي طردها زوجها السكّير من البيت وهي وحيدة وغريبة في الإسكندرية، فطرقت أبواب جميع الجيران ولم تجد من يجيرها، وبعد ليلة كاملة من الصبر على الخوف والبرد، اضطرت المرأة أن تركب سيارة أي رجل يعرض عليها ذلك، وقد كانت ترغب أن تعمل عنده خادمة، لكنّه أجبرها أن تكون ساقية وراقصة في الملهى الذي يمتلكه، وفي آخر الليل كان يتعامل معها كسلعة يبيعها لمن يرغب في ذلك(4).

      المرأة المتسلّطة: وهي امرأة قوية تكاد تفتقر إلى أي سمة من سمات الأنوثة، تفرض سلطتها على الآخرين وتقمعهم، ومثال ذلك في الرواية الجدّة أنيسة وأم عربي، والجدّة أنيسة لقنت حفيدها منذ طفولته أنّ درب البنات شوك، وظلّت صورتها تقف حائلاً بينه وبين إقامة علاقة مع أيّ فتاة، حتى وهو بعيد عنها في الإسكندرية، فهو يصف سطوتها عليه بقوله: "جيوش جسدك المكبّل بقيود جدّتك الحديدية أنيسة"(5).

    ورغم قسوة أنيسة وكبتها له فإنّها تظلّ حاضرة في ذهنه حتى آخر عمره، وذلك حين يقرّر العودة إلى عكا أواخر حياته، ويقعد مع أحفاده، ليزخرف صندوق عرس جدته أنيسة الذي أحضره لها جده من الشام(6).

 وقد يكون الكاتب قد اتخذ من صندوق أنيسة رمزاً للتراث الفلسطيني الذي يتوقع أن يظلّ خالداً رغم كل الصعوبات والتحديات.

أمّا أم عربي، فهي امرأة مصرية، ابتلع البحر زوجها ووالده من قبله، ورغم ذلك لم تخشَ من عمل ابنها في البحر، وقد تكون التجارب القاسية التي واجهتها سبباً في زيادة قوتها وصلابتها فهي بعد موت زوجها فرشت شقتها، وأصبحت تؤجرها للطلاب، ولم تكن تتورع عن تأنيبهم بشدة إذا أتلفوا لها شيئاً من محتويات الشقة، كما أنها تعاملت بقسوة مع جارتها التي طردها زوجها السكّير من البيت، ورفضت مساعدتها، ورغم ذلك فإنّها كانت أحياناً تقوم بدور الأمّ مع مشهور، فتحاول أن تعلّمه وتوجّهه في بعض الأمور.

       المرأة المثالية النموذجية: وهي امرأة تحافظ على أنوثتها وتدرك إنسانيتها، وتستخدم عقلها لإدارة حياتها الاجتماعية، أو العملية، أو العلمية فتقوم بدورها في الحياة إلى جانب الرجل دون تسلّط أو تبعية، ومثال ذلك أميمة زوجة مشهور، وألبينا الألمانية زوجة ابنه برهان، وأميمة هي فتاة فلسطينية متخصصة بإدارة الأعمال، تعرَّف عليها مشهور في بيت أخيه، فأعجبته لباقتها في الحديث، وأسلوبها في التعبير والتفسير والاستعلام والأخذ والردّ(7) فتزوجها، وعندما سافر للعمل في دبيّ كانت رفيقته في السفر والعمل، فأثبتت جدارتها وتميّزها، وحين توفيت حزن عليها حزناً شديداً.

أمّا ألبينا فهي باحثة في علم الوراثة كانت تعمل مع برهان في معهد للهندسة الوراثية في ألمانيا، فأعجبه إخلاصها في تقديم كلّ ما لديها، أبحاثها، دراستها للدكتوراه، أخلاقها، جمالها الأخّاذ، وتميّزها عن الأخريات في كل شيء(8). وقد كانت ألبينا متحررة إلى الحدّ الذي يسمح لها أن تدعو زميلها إلى شقتها، لكن دون أن تخسر كرامتها، فأحبّها برهان وتزوجها لتصبح شريكته في البحث العلميّ وفي الحياة أيضاً.

       المرأة الساقطة:  وهي صورة ممقوتة للمرأة عرفها مشهور في شقق بعض زملائه الطلاب، أو فاجأته بطرق باب شقته بحجة بيع الزبدة، ثم راودته عن نفسه، أو عرفها بصفتها غسّالة، أو زوجة المكوجي، ثمّ تفاجأ أنّ لها نشاطات أخرى، وهو دائماً كان يهرب من مثل هذه المرأة، ويبتعد عنها، فلم يدخل بعلاقة مع امرأة ساقطة طوال حياته التي تجاوزت المئة عام، وهو يقول عن النساء الساقطات: "هنّ صور مختلفة للشيطان. تقول لنفسك: لو حكّموك فيهنّ لحرقتهنّ حرقاً، وأرحت النّاس من شرورهنّ. أعوذ بالله، فكيف تبيع المرأة عرضها! وكيف تنام مع هذا وذاك! وكيف تلوّث هذا وذاك، وتنقل الجراثيم وأمراض الزهري والسفلس والسيلان والسّل من هذا إلى ذاك، ثمّ تنقل كلّ هذا إلى زوجها، هذا إذا كان لها زوج- لم تكن أيامها أمراض الإيدز وغيرها معروفة، وكيف تقبض ثمن لحمها المعلوك تحت عجلات الرجال التي لا ترحم؟ هؤلاء النساء يشبهن فئران المدينة، يتحركنّ في كلّ اتجاه، ويدخلن هنا وهناك، فينقلن الأمراض من هذا لذاك!" (9).

        المرأة الآلية: وهي امرأة ابتكرها خيال الكاتب العلميّ ، وجعلها صناعة صينيّة وبثّ فيها الحياة إلى الحدّ الذي أصبحت معه مؤهلة لخدمة الزبائن في الطّائرة والفندق والمستشفى ، وهي تمتلك ذاكرة رقمية تمكنها من الإجابة على أسئلة الناس واستفساراتهم ، كما أنها قادرة على ملاطفة الناس وإدراك حاجاتهم . وأهمّ امرأة آلية في الرواية هي نرجس التي اضطر مشهور إلى التعامل معها بعد وفاة زوجته بعشر سنوات، فاتخذها رفيقة له في الحلّ والتّرحال، لتؤنس وحدته ، وتشرف على طلباته، وتذكره بمواعيد الدّواء ، وتدلك عضلاته إذا تعب ، وتقرأ له القصص والحكايا قبل النّوم(10) .

   هذه هي أبرز صور المرأة في الرّواية ، ويوجد غيرها صورة المرأة المناضلة ، التي تجسدت في بعض الطّالبات اللواتي سمعهنّ مشهور في الجامعة يدافعن عن آرائهنّ السياسيّة فاعتقد أنّهنّ أصلب عوداً من الطّلاب، بالإضافة إلى صورة الإسكندرية التي عدّها مشهور أنثى وتغزّل بها .

والأرض عامّة عند مشهور هي أمّه التي يشعر بالأمان عند الالتصاق بها(11) ، ويفضّلها على القمر إذ يقول : "شعرت بخوف وغربة وأنّ انفصالنا عن أمّنا الأرض هو ضياع ما بعده ضياع ! كنت كالطّفل الرّضيع المبعد عن أمّه ! كان فراغ سطح القمر موحشاً ورماديّاً ، والجوّ مغبرّاً ومخيفاً ! "(12)  

  وجدير بالذّكر أنّ القمر كان يرمز عند بعض الحضارات القديمة للأبّ ، فقد عبده المعينيون " بالاسم ودّ ، ويعني الأبّ و الودود أو الحنون. "(13)

الهوامش: انظر: إبراهيم فتحي، معجم المصطلحات الأدبية، ص31- 32.

      صبحي فحماوي، الإسكندرية، 2050، ص29.

المصدر السابق، ص33.

 المصدر السابق، ص142- 147.

المصدر السابق، ص135.

 المصدر السابق، ص312.

 المصدر السابق، ص51.

 المصدر السابق، ص48.

المصدر السابق، ص246- 247.

 المصدر السابق، ص192-194.

 المصدر السابق، ص22.

المصدر السابق، ص89.

سيد القمني ، الأسطورة والتراث ،ص116.

The author's books and publications

Alexandria 2050 by Subhi Fahmawi $6.99 – $18.99